الملخص
يتناول هذا البحث قضية جديدة هي حفظ الوطن كمقصد هام من مقاصد الشريعة الإسلامية، ويظهر أنه لا يقوم نظام إسلامي بحال بدون الاهتمام بذلك المقصد الهام. ولقد وقر في الأذهان أن الكليات إنما هي خمس ثابتة لا يحاد عنها ولا يزاد عليها كما جاء في كتب أصول الفقه وغيرها . ولكن عند التحقيق نجد أن هذه الكليات قد صدرت عن اجتهاد سابق من العلماء الأجلاء لهم قدرهم ووزنهم، ولم يشر أحد منهم إلى غلق باب الاجتهاد عندها .ومنع الإضافة عليها، بل إن الملاحظ هو وجود إشارات ونصوص تبين أن من الممكن التغيير في اسمها وترتيبها، بل وأيضا في عددها والإضافة عليها ولقد بان واضحا أن باب الاجتهاد مفتوح، وانه يجب أن يرتكن إلى نصوص القرآن والسنة التي لا ينبغي مخالفتها، ولكن يجتهد في فهمها واستخراج ثمرتها ونفعها لكل عصر . ومن ثم جاءت قضية الحفاظ على الوطن من المقاصد الهامة والضرورية في ظل ما تموج به جنبات العالم الإسلامي من فتن داخلية ومؤامرات خارجية، هدفها الوقيعة وإحداث مواجهة بين الوطن والدين، والتضحية بالوطن لإعلاء الدين، وهو كلام باطل يراد به باطل، يذيعه وينفعل به من لا يدرك عواقبه ولا فهم عنده لكليات الدين ومقاصده العامة ورسالته السامية في الحياة.

